كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{قَالُواْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ}.
وقوله: {كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ}.
يَقُول: كنتم تأتوننا من قِبَل الدِّين، أي تأْتوننا تخدعوننا بأقوى الوجوه. واليمين: القدرة والقوّة. وكذلك قوله: {فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِاليَميِن} أي بالقوّة والقدرة.
وقال الشاعر:
إذا مَا غاية رُفِعت لمجدٍ ** تلقَّاهَا عَرَابةُ باليمينِ

بالقُدرة والقوَّة. وقد جَاء في قوله: {فَرَاغَ عَليهِمْ ضَرْبًا بِاليمينِ} يقول: ضربهم بيمينه التي قالها {وَتَاللهِ لأكِيدَنَّ أصْنَامَكُمْ}.
{لاَ فِيهَا غَوْلٌ وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ}.
وقوله: {لاَ فِيهَا غَوْلٌ}.
لو قلت: لا غَوْلَ فيها كان رفعًا ونصبًا. فإذا حُلْت بينَ لا وبينَ الغول بلامٍ أو بغيرهَا من الصفات لم يكن إلا الرفع. والغَوْل يقول: ليسَ فيها غِيلة وَغَائِلة وغُول وغَوْل.
وقوله: {وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ} و{يُنْزَفُون} وأصْحَاب عبد الله يقرءونَ {يُنْزِفُون} وله معنيان. يقال: قد أنْزف الرجلُ إذا فنِيت خَمرُهُ. وأَنْزَف إذا ذهبَ عقله. فهذان وجهان. ومن قال: {يُنْزَفونَ} يقال: لا تذهب تقولهم وهو من نُزِف الرجلُ فهو مَنْزوف.
{قَالَ هَلْ أَنتُمْ مُّطَّلِعُونَ}.
وقوله: {هَلْ أَنتُمْ مُّطَّلِعُونَ}.
هذا رجل مِنْ أهِل الجنّة، قد كان له أخ من أهْل الكفرِ، فأحبَّ أن يَرى مَكانة فَيأذَنَ الله له، فيطّلع في النار ويخاطبه. فإذا رآه قال: {تَاللّهِ إنْ كِدْتَ لَتُرْدِين} وفى قراءة عبد الله {إنْ كِدْت لَتُغْوِين} ولولا رحمة ربى {لَكُنتُ مِنَ المُحْضَرِينَ} أي معك في النار مُحْضَرا. يقول الله {لِمثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ العَامِلُونَ} وهذا منْ قول الله.
وقد قرأ بعض القُرّاء {قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطْلِعُونِ فأُطْلِعَ} فكسر النون. وهو شاذّ؛ لأنَّ العرب لا تختار على الإضافة إذا أسندوا فاعلًا مجموعًا أو موحّدًا إلى اسم مكنّى عنه. فمن ذلكَ أن يقولوا: أنت ضاربى. ويقولون للاثنين: أنتما ضارباىَ، وللجميع: أنتم ضارِبِىَّ، ولا يقولوا للاثنين: أنتما ضارباننىِ ولا للجميع: ضَاربونَنى. وإنّما تكون هَذه النون في فعل ويفعل، مثل ضربونى ويضربنى وضربنى. وربما غلِط الشاعر فيذهب إلى المعنى، فيقول:أنتَ ضاربُنى، يتوهّم أنه أراد: هَل تضربنى، فيكون ذلك عَلى غير صحَّة.
قال الشاعر:
هل الله من سَرْو العَلاَة مُرِيحُنِى ** وَلَمَّا تَقَسَّمْنى النِّبَارُ الكوانِسُ

النِّبْر: دابَّة تشبه القُرَاد. وَقَالَ آخر:
وما أدرى وظنَّى كلُّ ظنٍّ ** أمسلُمِنى إلى قَومٍ شَرَاحِ

ا يريد: شراحيل ولم يقل: أمسلمِىّ. وهو وَجه الكلام. وقال آخر:
هم القائِلُون الخيرَ والفاعلونَه ** إذا ما خَشُوا من محدَث الأمر مُعْظَما

ولم يقل: الفاعلوه. وهو وجه الكلام.
وإنما اختاروا الإضَافة في الاسم المكنّى لأنَهُ يخلتط بمَا قبله. فيصِير الحرفان كالحرف الواحد. فلذلكَ اسْتحبُّوا الإضَافة في المكنّى، وقالوا: هما ضاربانِ زيدًا، وضاربَا زيدٍ؛ لأن زيدا في ظهوره لا يختلط بمَا قبله؛ لأنه ليسَ بحرفٍ وَاحِدٍ والمكنّى حرف.
فأمّا قوله: {فأُطْلِعَ} فإنه يكون عَلى جهة فُعِل ذلكَ به، كَمَا تقول: دعَا فأجيب يَا هذا. ويكون: هَل أنتم مُطْلِعونِ فأَطَّلِعَ أنا فيَكون منصوبًا بجوابِ الفاء.
{إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ}.
وقوله: {شَجَرَةٌ تَخْرُجُ}.
وهى في قراءة عبد الله {شجرة نابتة في أصْل الجحيم}.
{طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ}.
وقوله: {كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ}.
فإن فيه في العربيَّة ثلاثة أوجه. أحدها أن تشبِّه طَلْعها في قبحه برءوس الشيَاطين؛ لأنها موصوفه بالقبح، وإن كانت لا تُرى. وأنت قائل للرجل: كأنّه شيطان إذا استقبحته. والآخر أن العرب تسمّى بعض الحيّات شيطانًا. وهو حَيّة ذو عُرْف.
قال الشاعر، وهو يذمّ امرأة له:
عنجرد تحلف حين أحلف ** كمِثْل شيطانِ الحَمَاط أعرف

ويقال: إنه نبت قبيح يسمّى برءوس الشياطين. والأوجه الثلاثة يذهب إلى معنىً وَاحِدٍ في القبحِ.
{ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ}.
وقوله: {لَشَوْبًا}.
الخَلْط يقال: شاب الرجل طعَامه يشوبُه شَوْبًا.
{فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ}.
وقوله: {فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ}.
أى يسرعونَ بسيرهم. والإهراع: الإسْرَاع فيه، شبيه بالرِّعدة ويقال قد أُهْرِع إهراعًا.
{وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ}.
وقوله: {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ} يقول: أبقينَا له ثناءً حَسَنًا {فى الآخرينَ} ويقال: {تَرَكْنَا عَلَيْهِ في الآخِرِينَ سَلاَمٌ عَلى نُوحٍ} أي تركنا عليه هذه الكلمة؛ كما تقول: قرأت من القرآن {الحمدُ لله ربّ العالمين} فيكون في الجملة في معنى نصبٍ ترفعها بالكلام. كذلك {سَلام عَلى نوحٍ} ترفعه بِعَلَى، وهو في تأويل نَصْبٍ. ولو كان: تركنا عليه سَلامًا كان صَوَابًا.
{وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ}.
وقوله: {وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ}.
يقول: إن مِن شيعة مُحَمَّدٍ لإبراهيمَ صَلى الله عليه وسلم. يقول: على دِينه ومنهاجه، فهو من شيعتِهِ، وإن كان إبرهيم سَابقًا له. وهذا مِثْل قوله: {وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ} أي ذُرِّيَّة من {هو منهم} فجعلها ذرّيَّتهم وقد سبقتهم.
{فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ}.
وقوله: {إِنِّي سَقِيمٌ}.
أى مطعون من الطاعون. وَيقال: إنها كلمة فيهَا مِعراض، أي إنه كلّ من كان في عنقه الموت فهو سَقيم، وإن لم يكن به حين قالها سُقْم ظاهر. وهو وجه حسن. حدَّثنا أبو العَبَّاس قال حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال حدثنى يحيى بن المهلّب أبوكُدَينة عن الحَسَن ابن عُمَارة ب عن المِنهال بن عمرو عن سَعيد بن جُبَيرٍ عن ابن عبّاس عن أُبَىّ بن كعب الأنصارىّ في قوله: {لا تُؤَاخِذْنِى بِمَا نَسِيتُ} قال: لم ينس ولكنها من معاريض الكلام وقد قال عُمَر في قوله: {إنّ في مَعَاريض الكلام لَمَا يُغنينا عن الكذب}.
{فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ}.
وقوله: {فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ}.
أى مال عليهم ضربًا، واغتنم خَلوتهم من أهل دينهم. وفى قراءة عبد الله {فَراغَ عَليهم صَفْقا باليمين} وكأنّ الروغ ها هنا أنّه اعتلّ رَوْغًا ليفعل بآلهتهم ما فعل.
{فَأَقْبَلُواْ إِلَيْهِ يَزِفُّونَ}.
وقوله: {فَأَقْبَلُواْ إِلَيْهِ يَزِفُّونَ}.
قرأهَا الأعمش {يُزِفُّونَ} كأنها من أَزففت. ولم نسمعهَا إلاّ زَفَفْت: تقول للرجل: جاءنا يَزِفّ. ولعلّ قراءة الأعمش من قول العرب: قد أطردْت الرجل أى، صيّرته طريدًا، وطََردته إذا أنت قلت له: اذهب عنّا فيكون {يُزِفّون} أي جَاءوا عَلى هذه الهيئة بمنزلة المزفوفة على هذه الحَال فتدخل الألف؛ كما تقول للرجل: هو محمودٌ إذا أظهرتَ حمده، وهو مُحْمَد إذا رأيتَ أَمره إلى الحمد ولم تنشُر حمده. قال وأنشدنى المفضّل:
تمنَّى حُصَين أن يسود جِذَاعَه ** فأَمْسَى حُصَين قد أَذَلّ وأَقْهَرَا

فقال: أَقْهَرَ أي صَار إلى حَالِ القهر وإنما هو قُهِرَ. وقرأ الناس بعدُ {يَزِفُّونَ} بفتح اليَاء وكسر الزاى وقد قرأ بعض القراء {يَزِفونَ} بالتخفيف كأنها من وَزَف يَزف وزعم الكسَائى أَنه لا يعرفها. وقال الفراء: لا أعرفها أيضًا إلاّ أَن تكون لم تقع إلينَا.
{رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ}.
وقوله: {هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ}.
ولم يقل: صَالحًا، فهذا بمنزلة قوله: ادْنُ فأصِبْ من الطعام، وهو كثير: يجْتزأ بِمن عن المضمر؛ كما قال الله {وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ} ولم يقل: زاهدينَ من الزاهدين.
{فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلاَمٍ حَلِيمٍ}.
وقوله: {بِغُلاَمٍ حَلِيمٍ}.
يريد: في كِبَره.
{فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ ياأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ}.
وقوله: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ}.
يقول: أطاق أن يعينه على عمله وَسَعْيه. وكان إسْمَاعيل يومئذٍ ابن ثلاث عشرة {فَانظُرْ مَاذَا تَرَى} وتُقرأ {تُرِى} حَدّثنَا أبو العبّاس قال حدَّثنا محمد قال حدثنا الفراء قال حَدَّثنى هْشَيم عن مُغيرة عن إبراهيم أنه قرأ {فَانْظُرْ ماذَا تُرِى} قال الفراء: وحدَّثنى حفص بن غِيَاث عن الأعمش عن عمَارة بن عمير عن الأسود أنه قرَأها {تَرَى} وأنّ يحيى بن وثّابٍ قرأهَا {تُرِى} وقد رُفع {تُرِى} إلى عبد الله بنْ مَسعود قال الفراء، وحدثنى قيس عن مغيرة عن ابراهيم قال: {فانْظُرْ مَاذا تُرِى} تشير، و{مَاذَا تَرَى} تَأمر قال أبو زكريا: وأرى- والله أعْلم- أنه لم يستَشرهُ في أمر الله، وَلكنه قَالَ: فانظر ما ترِينى من صبرك أو جَزعك، فقال{سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} وقد يكون أنْ يطلع ابنَه عَلى مَا أمر به لينظر مَا رأيه وهو مَاضٍ عَلى مَا أُمر به.
{فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ}.
وقوله: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ}.
يقول: أسْلمَا أي فَوَّضَا وأطاعَا وفى قراءة عبد الله {سلَّمَا} يقول سَلّمَا من التسليم، كما تقول: إذا أصابتك مُصيبةٌ فسَلِّم لأمر الله أي فارْضَ به.
وقد قال: {افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ} ولم يقل {به} كأنه أراد: افعلِ الأمرَ الذي تؤمره. ولو كانت {به} كان وجهًا جيّدا وفى قراءة عبد الله {إنى أَرى في المَنَامِ افعلْ ما أُمِرْت به}. ويقال أين جواب قوله: {فَلَمّا أسْلَما}.
وَجَوابها في قوله: {وَنَادَيْنَاهُ} والعرب ا تدخل الواو في جواب فَلَمّا {وحَتّى إذا} وتُلْقيَها. فمن ذلكَ قوله الله {حَتَّى إذَا جاءُوهَا فُتِحَتْ} وفى موضع آخر {وَفُتِحَتْ} وكلّ صَوَابٌ. وفى قراءة عبد الله {فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بجَهَازِهِمْ وجَعَل السِّقَايَةَ} وفى قراءتِنَا بغير واو وقد فسرناه في الأنبيَاء.
{وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ}.
وقوله: {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ}.
والذِّبْح الكبش وكلّ ما أعددته للذَبْح فهو ذِبْح. ويقال: إنه رَعَى في الجنة أربعين خريفًا فأَعظِمْ به. وقال مجاهد {عظيمٍ} متقبَّل.
{وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُواْ هُمُ الْغَالِبِينَ}.
وقوله: {وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُواْ هُمُ الْغَالِبينَ}.
فجعلهَا كالجمع، ثم ذكرهما بعد ذلكَ اثنين وهذا من سعة العربيَّة: أن يُذهَب بالرئيس النبىِّ والأمير وشبهه إلى الجمع؛ لجنوده وأتبَاعه، وإلى التوحيد؛ لأنه واحد في الأصل. ومثله {عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ ومَلَئِهِمْ} وفى موضع آخر {وَمَلَئِهِ} وربّما ذهبت العرب بالاثنين إلى الجمع؛ كما يُذهب بالواحِدِ إلى الجمع؛ ألى ترى أنَك تخاطب الرجل فتقول: مَا أحسنتم ولا أجملتم، وأنت تريده بعينه، ويقول الرجل للفُتْيا يُفتى بها: نحن نقول: كذا وكذا وهو يريد نفسه. ومثل ذلكَ قوله في سورة ص {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الخَصْمِ إذ تَسوَّرُوا المِحْرَابَ} ثم أعاد ذكرهَما بالتثنية إذْ قال: {خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلى بَعْضٍ}.
{وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ}.
وقوله: {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ}.
ذُكر أنه نبىٌّ، وأنّ هَذَا الاسمَ اسم من أسمَاء العبرانيّة؛ كقولهم: إسماعيل وإسحَاق والألف واللام منه، ولو جعلته عربيًّا من الألْيسَ فتجعله إفعالًا مثل الإخراج والإدخالِ لَجرَى.
{أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ}.
وقوله: {أَتَدْعُونَ بَعْلًا}.
ذكروا أَنه كان صنمًا من ذهب يُسمَّى بعلًا، فَقال: {أَتَدْعُونَ بَعْلًا} أي هذا الصَّنم ربًّا. ويقال: أتدعونَ بَعلًا ربًّا سوَى الله. وذُكر عن ابن عبّاسٍ أن ضالّةٍ أُنْشِدت، فجاء صَاحبها فقال: أنا بعلها. فقال ابن عباسٍ: هذا قول الله {أَتَدْعُونَ بَعْلًا} أي ربًّا.
{اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَآئِكُمُ الأَوَّلِينَ}.
وقوله: {اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَآئِكُمُ الأَوَّلِينَ}.
تقرأ نصبًا ورفعًا. قرأها بالنَّصب الربيع بن خَيْثم.
{سَلاَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ}.
وقوله: {سَلاَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ}.
فجعله بالنون. والعجمىُّ من الأسْمَاء قد يفعل به هذا العربُ. تقول: ميكالُ وميكائِيل وميكائل وميكائينُ بالنون. وهى في بنى أسَدٍ يقولونَ: هذا إسْمَاعِين قد جَاء، بالنون، وسَائر العرب باللام. قال:وأنشدنى بعض بنى نُمَير لضب صَاده بعضهم:
يقول أهلُ السوق لما جينا ** هذا وَربِّ البيت إسرائينا